نبذة عن طبيعة عمليات لواء الوحدات الخاصة البحرية
بعد التخرج من الكلية البحرية يقوم الخريج بالخدمة في كافة أسلحة القوات البحرية لكي يلم بطبيعتها ثم يختار التخصص الذي يرغب في الإنضمام اليه، أما الإنضمام إلى الوحدات الخاصة فهو ليس اختياري بل إنتقائي فمن يرغب في الانضمام يتقدم بطلب و يتم النظر في الموافقة على قبوله بناءً على استيفائه للمتطلبات الخاصة بطبيعة هذا السلاح و التي يجب الوفاء بها و هي مجموعة من الشروط البدنية من لياقة و قوة تحمل و الشروط الذهنية من سرعة تفكير و حسن تقدير وثبات و اتزان نفسي.
يعمل الضفدع البشري في ظروف خاصة فهو يشترك في العمليات التي تتطلب السباحة و الغوص تحت سطح الماء للوصول إلى هدفه و يتم الجزء الأكبر و الأساسي من مهمته في ظلام الليل و تمتد مهمته أحياناً إلى أكثر من 24 ساعة متواصلة قد تتم تحت ظروف قاسية من برودة و أمواج عالية.
يلتحق فرد لواء الوحدات الخاصة في بداية تدريبه بفرقة ضفادع بشرية و فرقة صاعقة و فرقة مظلات، ثم يواصل التدريب كضفدع بشري مقاتل محترف و يتم ذلك في كافة الظروف الممكنة و بالذات في الأجواء الصعبة من عواصف و أمطار وأمواج عالية ولساعات طويلة بحيث يستطيع الفرد مواجهة أسواء الاحتمالات بدون مشقة و يتضمن الطابور اليومي الغطس والسباحة لمسافات طويلة قد تزيد على عشرة كيلومترات ليلاً أو نهاراً و في كافة الظروف المناخية، هذا بالإضافة إلى تدريبات اللياقة البدنية اليومية و الإلتحاق بفرق القتال المتلاحم و التدريب على الرماية و غير ذلك من الفرق التي تزيد من كفاءة الفرد و ترفع من قدراته القتالية.
يحتاج الضفدع البشري لتجهيزات خاصة للقيام بعمله تحت سطح الماء أولها بدلة الغطس التي تؤمن الحماية من برودة المياه كما توفر التمويه بلونها الأسود ثم قناع الوجه الذي يؤمن الرؤية بوضوح تحت سطح الماء ثم الزعانف التي تساعد على التقدم بيسر تحت الماء كما أنها تخفف من مجهود السباحة على سطح الماء.
يحتاج الضفدع البشري أيضاً إلى أجهزة للتنفس تحت الماء و هي نوعان، الأول و هو الأعم ذو دائرة التنفس المفتوحة وهو النوع المستخدم للغطس التجاري و الرياضي حيث يزود الخزان بالهواء الجوي العادي المضغوط و يسمح ذلك للغواص بالنزول حتى أعماق 50 متر بدون أية مشاكل و ينتج عن تلك الأجهزة خروج هواء الزفير في شكل فقاعات تطفو لتظهر على سطح الماء.
أما النوع الثاني فهو ذو دائرة التنفس المغلقة، و فكرتها تقوم على تلافي خروج فقاعات هواء الزفير التي تكشف عن وجود الغواص تحت الماء لذلك يتم التنفس عبر دائرة مغلقة لا تسمح بخروج هواء الزفير و مزودة بخزانات مملؤة بأكسجين صافي تكفي للغوص لمدة ساعتين، إلا أن عيب هذا النظام هو ان الفرد لا يمكنه تجاوز عمق عشرة أمتار و إلا عرض نفسه لخطر التسمم الأكسجيني فرغم أن الأكسجين ضروري لكافة العمليات الحيوية إلا أن إستنشاقه تحت ضغط عالي قد يكون له أثار ضارة على الجهاز العصبي للإنسان و قد تكون هذه الإصابة مميتة لو تعرض لها لأكثر من خمس دقائق ومن ناحية أخرى فإن علاج هذه الإصابة بسيط جداً و يتم بصعود الغواص إلى سطح الماء و تنفس الهواء العادي.
كما يرتدي الضفدع البشري حزاماً من الرصاص ليقاوم قوى الطفو الطبيعية التي تدفع الجسم البشري للطفو، و يبلغ وزن الحزام نحو 4 كيلوجرام في المتوسط و أخيراً يتم تجهيز الضفدع البشري بمعدات إضافية كساعة يد و بوصلة و كشاف ضوء و خنجر و قد يتم تزويده بجهاز اتصال لاسلكي أو سلاح ناري أو أية معدات أو أجهزة أخرى مساعدة حسب مقتضيات العملية.
لا يقوم الضفدع البشري بأي مهمة بمفرده لذلك يتم تقسيم الأفراد إلى مجموعات كل مجموعة مكونة من ضابط و صف ضابط و يكون الضابط هو قائد المجموعة و يكون تدريبهم دائما معاً و في كل الأوقات حتى يكون التفاهم بينهم على أكمل وجه و على أعلى درجة من الوضوح و الإنسجام فالتخاطب بينهم تحت الماء يكون بالإشارة و باللمس كما يكون هناك حبل اتصال بينهم طوله نحو مترين مربوط حول معصم يد كل فرد منهم حتى لا يغيب أحدهم عن نظر الأخر تحت سطح الماء في ظلام الليل كما يمكن استخدام حبل الاتصال كوسيلة إضافية للتخاطب، و غني عن الذكر أن معيشتهم معاً تعزز من الترابط بينهم و تقوي علاقتهم على المستوى الشخصي، لذلك ترى كل فرد يشير إلى رفيقه في المجموعة بقوله "البادي بتاعي Buddy" و هي صفة الصديق المقرب و لا غرابة في ذلك فكل منهم يعتمد على الأخر تماماً و يحميه و كل منهم عوناً للأخر في أحرج الأوقات و أصعبها.
و جدير بالذكر أن عدد مجموعات الوحدات الخاصة البحرية كان في حدود 15 مجموعة تجمع بينهم جميعاً روح من الأخوة والزمالة و المحبة لا فرق بين ضابط و صف ضابط إلا أن ذلك لا يمنع التنافس الشديد بينهم حيث يتم اختيار المجموعة أو المجموعات المطلوبة لتنفيذ العمليات من بين أكثرهم لياقة و تفاهم لذلك تراهم يبذلون أقصى الجهد في التدريب للفوز بالإشتراك في عملية من العمليات، و يعلق البطل عمر عز الدين على ذلك ضاحكاً بقوله ".. كنا بنتنافس علشان ندخل المنتخب" كما يروي البطل نبيل عبد الوهاب أنه عندما تم الإعداد لتنفيذ عملية أبورديس و بلاعيم في أكتوبر 1973 كان التنافس شديد لرغبة الجميع في الإشتراك لذلك تم اختيار 12 ضفدع بشري لتنفيذ العملية منهم عشرة ضباط.
المرحوم اللواء رضا محمد حلمي أثناء التدريب و معه كاميرا للتصوير تحت الماء كانت الأولى من نوعها في مصر..
خريج الدفعة الخامسة من الكلية البحرية عام 1953، حصل على فرقة الضفادع البشرية عام 1956 و ظل يعمل بلواء الوحدات الخاصة و انتدب لتعليم و تدريب رجال البحرية الجزائرية على أعمال الغطس و الضفادع البشرية في الفترة من 1963 حتى 1964.
عين قائد لواء الوحدات الخاصة البحرية عام 1969 و هو برتبة رائد و كان يبلغ من العمر 34 عاماً فكان أصغر من تولى قيادة لواء في الجيش المصري.
حصل لواء الوحدات الخاصة تحت قيادته على وسام الجمهورية (السادات 15 يونيو 1971).