top of page

عملية تدمير مجمع أبار بترول بلاعيم – 9 أكتوبر 1973

 

كان يوجد في بلاعيم أكثر من 40 بئر للبترول و يتم تجميع الخام المستخرج منه في مجمع رئيسي على الرصيف البحري F10 ثم يتم ضخ البترول الخام من الرصيف إلى صهاريج بمنطقة أبو رديس حيث يتم تخزينه.

يقول القبطان نبيل عبد الوهاب في كتاب (أبطال من مصر): " يوم ثلاثة اكتوبر كنت في مدرسة تربية رياضية بأخذ فرقة كاراتيه اسمها القتال المتلاحم .. و كان فاضل ثلاث أربع أيام و نخلص و يبقى معايا شهادة يعني حاجة كويسة، فراحو واقفين الفرقة يعني خلاص قلت ده أنا بقالي شهرين قاعد عمال أتدرب و فاضل ثلاث ايام و أخذ الشهادة قالوا لأ كل الضباط ترجع على وحداتهم.

و فعلاً رجعت على لواء الوحدات الخاصة و جات عربيات أخدتنا على رأس غارب كل ده و احنا مش عارفين ليه، لغاية يوم ستة أكتوبر عرفنا أن الحرب قامت بقينا قاعدين وعندنا كم من الإحباط لانهائي .. يعني لواء الوحدات الخاصة و الصاعقة و الضفادع والوحوش البحرية قاعدين في رأس غارب و الحرب شغالة على قناة السويس و احنا قاعدين نسمع الأخبار في الراديو؟"

و يضيف في كتاب (وحوش البحر): "أخذنا نتابع أخبار الحرب من الاذاعة و قبل المغرب ميعاد إفطار شهر رمضان فوجئنا بالأهالي حوالي نصف سكان البلد قادمين إلى مقرنا و معهم أطباق طعام الإفطار من حمام محشي و كنافة و كانوا في غاية السعادة بسبب أنباء العبور .. و في يوم 7 اكتوبر كلفنا بتلغيم الرصيف البحري F10 و لكن البحر كان عالي فتقرر تأجيل العملية لليوم التالي .. و في مساء 8 أكتوبر كان البحر لا يزال مضطرباً إلا اننا خشينا إلغاء العملية فلم نبلغهم بذلك .. ".

كما يضيف في كتاب (ابطال من مصر): "يوم تسعة أكتوبر جالنا أمر تدمير منصة مجمع البترول الرئيسي لأبار حقول بترول بلاعيم المصري اللي كانت إسرائيل بتستنزفها، طبعا فرحنا و من فرط التنافس طلع أربعة مجموعات و كان الجو شديد السوء و الأمواج عالية بس احنا لو بلغنا القيادة في الإسكندرية ان البحر عالي حيقولوا لنا ألغوا العملية فإحنا قلنا لهم الجو جميل و البحر ملائم و كل حاجة زي الفل.

احنا رحنا باثنين زودياك و الزودياك بياخدنا و ينزلنا قريب من المكان ننزل نعوم و بعدين لما نقرب من الأهداف نغطس نلغم ونرجع .. احنا علشان البحر كان عالي قعدوا يدوروا عليَّ ما لقيونيش، فما كانش قدامي غير حل من اثنين، إما أروح شرق 5 كيلومتر وأوصل البر في الضفة الشرقية من خليج السويس عند إسرائيل أو أعوم غرب ناحية رأس غارب مسافة 24 كيلومتر و البحر عالي قوي و ممكن أوصل أو ما أوصلش و طبعاً اخترت الحل الثاني (و كان معه رفيقه عبد الرؤوف سالم)".

يقول عن نفسه "أنا حظي ان عمري ما رجعت راكب" و يقصد بذلك أنه عاد سباحة من كل عملية اشترك فيها ففي عملية ايلات الأولى 15/16 نوفمبر 1968 (تفجير السفينة "داليا" و السفينة "هيداروما") عاد سباحة و هو يسحب معه زميله الشهيد فوزي البرقوقي لمسافة 14 كيلومتر قطعها في ستة ساعات و في عملية تفجير الرصيف البحري لميناء إيلات 14/15 مايو 1970 قام الأبطال بالذهاب إلى الهدف و العودة منه سباحة لمسافة مجموعها نحو 10 كيلومتر و أخيراً عملية بلاعيم 9/10 أكتوبر 1973 حيث لم يعثر على الزودياك فاضطر للعودة سباحة لمسافة 24 كيلومتر قطعها في عشرة ساعات مع رفيقه في جو مضطرب و وسط أمواج عالية .. و يذكر أنه عند اقتربهم من شاطئ رأس غارب قام الحرس المصريون بإطلاق النار عليهم فغطسوا تحت الماء ليهربوا من الطلقات ثم خرج نبيل و أخذ يصيح فيهم رغم تعبه حتى خرج هو و رفيقه بسلام".

تمت العملية في خلال شهر رمضان و يضيف البطل نبيل عبد الوهاب أنه كان صائم في هذا اليوم "علشان لو مت أدخل الجنة صائم" .. و بدأت العملية في الخامسة عصراً قبل موعد الافطار و وصل إلى هدفه و قام بالتلغيم في الواحدة صباحاً ثم عاد ليصل إلى شاطئ رأس غارب الحادية عشرة صباحاً بعد أن سبح مع رفيقه عبد الرؤوف 24 كيلومتر في عشرة ساعات فكان صائماً لأكثر من 30 ساعة.

و يذكر البطل عمر عز الدين أن المقدم خليفة جودت كان قلقاً لتخلف نبيل عبد الوهاب و عبد الرؤوف سالم عن العودة فقال له "ما تقلقش عليهم يا فندم .. بكره الصبح حتلاقيهم على الشط ..".

كان التنافس بين الجميع للإشتراك في العملية شديداً، لذلك و لترضية الجميع تمت العملية على غير المعتاد بمشاركة 10 ضباط و 2 صف ضابط بقيادة المقدم خليفة جودت في زورقين زودياك كالتالي:

  • تولى قيادة الزورق الأول البطل على نجم الدين عزمي

  • البطل حسنين حسن جاويش ضارب أر بي جي

  • مجموعة البطل نبيل محمود عبد الوهاب مع البطل عبد الرؤوف سالم

  • مجموعة البطل سعيد محمد عامر مع البطل عادل مصطفى السحراوي

 

  • الزورق الثاني بقيادة البطل محمد سعيد ابراهيم

  • البطل عمر علي عز الدين ضارب أربي جي

  • مجموعة البطل عمرو ابراهيم البتانوني مع البطل رامي عبد العزيز عبد الرحمن

  • مجموعة البطل جاد ابراهيم عبد العال مع البطل أسعد أحمد أمين.

جدير بالذكر أنه تمت في نفس الليلة عملية موازية حيث انطلقت طائرات مروحية تحمل رجال قوات الصاعقة البحرية الذين قاموا بتدمير صهاريج البترول في أبو رديس على الضفة الشرقية لخليج السويس.

 

 

 

و ما النصر إلا من عند الله

bottom of page