top of page

عملية قصف رمانة و بالوظة

 

كانت تلك العملية واحدة من أكبر و أنجح عمليات القوات البحرية المصرية و قد استهدفت تدمير موقعان في شمال سيناء على مسافة 40 كيلومتر شرق بورسعيد فيما تصور العدو أنهم في أمان بعيداً عن مسرح العمليات العسكرية، كان الموقع الأول للشئون الإدارية من ذخيرة و وقود و مركبات و معدات في منطقة رمانة و  الموقع الثاني لبطارية صواريخ هوك في منطقة بالوظة المجاورة و تم تحديد ليلة السبت 8 نوفمبر للتنفيذ تزامناً مع عملية هجوم الضفادع البشرية على السفن الراسية بميناء إيلات الحربي (و التي تأجلت ليوم 15 نوفمبر) و المثير للإعجاب أن العملية تمت بدون غطاء جوي إلا في مرحلة العودة.

يشير اللواء محمود فهمي قائد القوات البحرية إلى أن بداية القصة تعود إلى زيارة قام بها لمكتب الفريق محمد صادق رئيس الأركان بغرض الحصول على بعض المعلومات عن المواقع الإسرائيلية في شمال سيناء و استرعى انتباهه التجهيزات الإسرائيلية الموجودة بمواقع رمانة و بالوظة فطلب من العقيد جلال فهمي عبدالوهاب قائد لواء المدمرات اعداد خريطة بحرية لتلك المواقع و في اليوم التالي طلب منه اعداد قرار لضرب منطقة رمانة و بالوظة و أخيراً و في يوم التنفيذ أرسل له رسالة نصها " شعبان 8 اليوم .. بالتوفيق" و كانت تلك هي الإشارة الكودية للتنفيذ.

غادرت المدمرة دمياط بقيادة المقدم عدلي محمد عبد الرحمن عطية (قائد التشكيل) و المدمرة الناصر بقيادة المقدم عادل الشراكي ميناء الإسكندرية، و وصلت المدمرتين أمام فنار البرلس بكفر الشيخ عند الغروب ثم استكملتا الإبحار شرقاً حتى بورسعيد للإلتقاء بمجموعة من لنشات الطوربيد و الصواريخ للقيام بواجب الحراسة ثم بدأ فوج المدفعية الساحلية المتمركزة في قاعدة بورسعيد بقيادة المقدم فؤاد لبيب في ضرب المواقع الإسرائيلية شرق بورفؤاد حتى يتخيل الإسرائيليون أن هجوماً يأتيهم من بورسعيد في الغرب مما أتاح الفرصة للمدمرتين للتسلل شرقاً و الوصول إلى موقع ضرب منطقتي رمانة و بالوظة .. وفي تمام الحادية عشرة مساءً كانت المدمرتين في موقعهم المحدد ثم بدء القصف الذي استمر لمدة 30 دقيقة متواصلة فتوالت على الفور الإنفجارات في المواقع المستهدفة بما يشير إلى إصابات مباشرة لمخازن العدو من ذخيرة و وقود فتم تركيز القصف على تلك المواقع و الذي بلغ 800 قذيفة من عيار 100 مللي حتى أن أهالي بورسعيد على بعد 40 كيلومتر تمكنوا من مشاهدة وهج ألسنة اللهب المتصاعدة في السماء.

تمت العملية بنجاح طبقاً للمخطط الموضوع تماماً ثم بدأت رحلة العودة إلى الإسكندرية و بعد خمس دقائق ظهرت طائرتي استطلاع إسرائيليتان تحومان حول المدمرتين مما يشير إلى قرب وقوع هجوم جوي على المدمرتين و هنا قام اللواء محمود فهمي بالاتصال بالفريق محمد صادق لتوفير الحماية الجوية و ظهرت بالفعل الطائرات الإسرائيلية من طراز فانتوم و سكاي هوك و تمكنت المدمرة "دمياط" من تفادي الهجوم الجوي، و كذلك لنشات الطوربيد و الصواريخ بفضل صغر حجمهم و سرعتهم العالية حتى تمكنوا من دخول ميناء بورسعيد بينما لم تفلت المدمرة "ناصر" من الهجوم الجوي المكثف للمقاتلات الإسرائيلية فاشتبكت مدفعيتها مع الطائرات المغيرة و نجحت في إسقاط طائرتان للعدو و بعد دقائق ظهرت طائرتان مقاتلتان مصريتان (بقيادة الطياران سمير عزيز و العجمي أحمد) على ارتفاع عال فوق موقع الإشتباك كان لهما على حد قول اللواء محمود فهمي مفعول السحر حيث فرت الطائرات الإسرائيلية من المواجهة و هي تعتقد أنهما مقدمة لقدوم طائرات أخرى فانتهزت المدمرة "الناصر" الفرصة و استدارت شمالاً مع تطبيق الإظلام التام حتى نجحت في الإختباء عن مطارديها ثم انضمت الي المدمرة "دمياط" في رحلة العودة بسلام و دخلتا ميناء الإسكندرية معا حيث استقبلتهم السفن الراسية بالميناء بإطلاق صفاراتها في مظاهرة بحرية من التحية و الترحيب بهما .. و ظلت المواقع الإسرائيلية مشتعلة لأكثر من 30 ساعة متواصلة.

(الوصف التفصيلي للعملية على صفحة الفيسبوك / أبطال حرب أكتوبر).

bottom of page