تطهير قناة السويس – أبطال الحرب و أبطال السلام
كانت العمليات الحربية ما زالت جارية عندما أعلن الرئيس السادات للعالم أجمع استعداد مصر لتطهير القناة و فتحها أمام حركة الملاحة العالمية و ذلك في خطابه أمام مجلس الشعب في 16 أكتوبر 1973.
بدأ المهندس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة القناة آنذاك بالإتصال بسفراء بعض الدول الصديقه طالباً المساعدة في عمليات تطهير القناة من الألغام والمفرقعات لما تتطلبه تلك العمليات من خبره وأجهزة لم تكن متوفرة لدى مصر و رحبت كل من حكومات الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي و إنجلترا و فرنسا بالتعاون مع الهيئة في هذا السبيل و معهم بالطبع رجال القوات البحرية المصرية و رجال سلاح المهندسين إلا أن مساهمة الجهات الأجنبية اقتصرت على تقديم المشورة و توفير المعدات المتطورة و الدعم الفني و لم تصل أبداً إلى درجة التعامل المباشر مع المتفجرات.
كان للبحرية المصرية بالطبع دور أساسي في عمليات التطهير بدأُ من فبراير 1974 حيث تم تشكيل فريق من 100 فرد من أكفأ رجال البحرية المصرية، كما قدم سلاح المهندسين 5 مجموعات متخصصة في رفع وتفجير الألغام.
قام فريق البحرية المصرية بتنفيذ 95% من أعمال تطهير قاع و جانبي القناة و سجلوا اجمالاً 180 ألف ساعة غطس نتج عنها انتشال 42 ألف لغم و قنبلة و صاروخ من قاع القناة كما ساهموا في إنتشال نحو 35 ألف طن من العوائق المختلفة الأحجام كما قامت مجموعات سلاح المهندسين برفع وتفجير 688 ألف لغم وقنبلة على ضفتي القناة.
و تم افتتاح القناة يوم 5 يونيو 1975 بعد أن تم اعلانها أكثر الممرات الملاحية أمناُ في العالم إلا أن عمليات التطهير استمرت حتى تمت بصورة نهائية عام 1980.
الصورة لبعض رجال البحرية المصرية الذين شاركوا في تطهير قناة السويس.