الإختراق الرابع لميناء إيلات – إستطلاع
التاريخ: ليلة الاثنين 27/ الثلاثاء 28 ابريل 1970
الهدف: تدمير "بات شيفع" سفينة انزال أليات
النتيجة: إستطلاع لصعوبة التنفيذ
الأبطال: المقدم رضا حلمي – قائد العملية
ملازم أول عمر عز الدين/ الرقيب على أبو ريشة
كما ذكرنا لا يتم عادة الهجوم على نفس الهدف مرتين متتاليتين فمن الطبيعي بعد المرة الأولى أن يتم تشديد إجراءات الحماية و المراقبة و العمل على معالجة ثغرات القصور التي أدت إلى نجاح العملية الأولى فكون أبطال مصر قد نجحوا رغم ذلك في الهجوم على نفس الهدف مرة ثانية فهذا إعجاز في حد ذاته و من الطبيعي أن تكون الاحتياطات قد تضاعفت خصوصاً مع وعد موشي دايان أن إختراق الميناء لن يتكرر .. لكن الحقيقة التي كان الإسرائيليون يجهلونها هي أن أبطالنا اخترقوا دفاعات ميناءهم ثلاث مرات و أن ميناءهم أصبح مستباحاً لنا و أن هؤلاء الأبطال يخططون الأن لإختراقه للمرة الرابعة رغم أنفك يا موشي يا ديان.
ظل هدف إغراق السفينة "بات شيفع" يراود رجال لواء الوحدات الخاصة .. و حيث أن السفينة ظلت تغادر الميناء كل مساء فقد تم وضع خطة بأن يقوم البطل عمر عز الدين بدخول الميناء للمرة الثالثة ومعه البطل على أبو ريشة بهدف الاختباء في الجزء الظاهر من السفينة الغارقة "بات يام" و الانتظار حتى وصول السفينة "بات شيفع" في الصباح و رسوها ثم التسلل اليها و تلغيمها.
و لنتابع معا التفاصيل كما يذكرها اللواء محمود فهمي في مذكراته: " في حوالي منتصف شهر ابريل وصلتني معلومات أن ناقلة الجنود "بات شيفع" تم إصلاحها و أنها تغادر الميناء كل ليلة و تعود في الصباح التالي فطلبت تزويدي بتقرير يومي عن تحركاتها بالتفصيل و بعد عشرة أيام تبين لي أن السفينة تغادر ميناء إيلات مع الغروب في حوالي السابعة مساء و تعود بعد الشروق حوالي الخامسة أو السادسة صباحاً و ترسو على الرصيف الحربي.
كان المقدم رضا حلمي – و الذي تمت ترقيته بعد عودته من يوغوسلافيا – في مكتبي نستعرض معا الموقف و سبل تنفيذ الهجوم على السفينة .. و بعد إستعراض الأمر من كافة جوانبه أقترح الدفع بمجموعة أو مجموعتين من الضفادع البشرية إلى ميناء إيلات ليلاً حيث يختبئون في الجزء الظاهر من السفينة الغارقة "بات يام" حتى وصول السفينة "بات شيفع" في الصباح و رسوها على الرصيف الحربي ثم يتسللون اليها تحت الماء و يلغمونها و يعودون مرة أخرى إلى مخبئهم حتى يحين الظلام فيعودوا إلى العقبة و أكد لي أن عنده من هم قادرون على التنفيذ فقلت له على بركة الله .. نفذ.
و في اليوم التالي الاثنين 22 أبريل كان المقدم رضا حلمي و رفاقه على الطائرة المدنية المتجهة إلى عمان بينما لحقت بهم المعدات و الألغام عن طريق مطار H3 في جنوب العراق بعد أربعة أيام .. و بعد التشاور مع الملحق العسكري المصري الرائد ابراهيم الدخاخني، دفع المقدم رضا حلمي مساء يوم الاثنين 27 ابريل بمجموعة واحدة من الملازم أول عمر عز الدين و الرقيب على أبو ريشة و مع كل منهم لغم واحد و وصلوا إلى ميناء العقبة بمساعدة الرائد الأردني البطل مطلق حمدان ثم انطلقوا من نفس نقطة الإنطلاق عند الشاطئ بجوار فندق العقبة هوليداي ان.
مر الأبطال بنفس الصعاب و المخاطر من اجتياز للشباك و تجنب خطر العبوات الناسفة حتى وصلوا بسلام إلى الجزء الظاهر من السفينة "بات يام" بعد منتصف الليل بقليل إلا أنهم وجدوا المكان ضيق و لا يكفي لإيوائهم معاً فعادوا على الفور إلى نقطة الإنطلاق بالعقبة و منها إلى عمان ليعودوا إلى القاهرة يوم الأربعاء 29 ابريل بينما ظلت المعدات و الألغام في عمان.
و يذكر الرائد ابراهيم الدخاخني في كتاب (وحوش البحر صفحة 61) انه تم استدراجه للموافقة على تنفيذ عملية جديدة فيقول: "كان الرائد رضا حلمي عندي في عمان و كنا جالسين نتحدث في كلام عادي و فجأة سألني .. تفتكر عملية الهجوم على إيلات بالضفادع البشرية ممكن نكررها تاني؟ فقلت طبعاً ممكن .. فوجدته يقول .. اذاً الفريق صادق منتظر إشارة منك و الأولاد الضفادع موجودين دلوقت في الحلمية .. و يذكر الرائد الدخاخني انه علم فيما بعد انه عندما عرضت البحرية على الفريق صادق تكرار الهجوم على إيلات قال لهم .. لازم ابراهيم يوافق".