top of page

المقدمة

"احنا كنا تسعتاشر واحد .. فاضل مننا سبعة .. يا تلحقنا يا ما تلحقناش .."

 

كلمات أفزعتني .. فالتاريخ الحقيقي مصدره الأحياء من أبطال الوقائع و الأحداث، تعزز أقوالهم شهادة الشهود و المعاصرين فيُسجَّل و يوثّق للأجيال القادمة بصدق و أمانة و حياد لا تشوبه أية نوازع للزيف أو الرياء.

 

قائل تلك الكلمات هو البطل عمر علي عز الدين أحد أبطال عمليات لواء الوحدات الخاصة البحرية المصرية في لقائي الأول معه في ابريل 2019 .. حفّزتني كلماته و دفعتني لمحاولة توثيق جزء من التاريخ الثمين لعمليات هذا اللواء ليكون ذخراً للأجيال القادمة يستمدون منه القدوة و المثال في وقت عز فيه الإنتماء للوطن الحبيب بينما غاب التوثيق السليم لهذا الكنز العظيم من البطولات والتضحيات و تضاربت المصادر و اختلطت الحقائق.

 

حفّزتني كلمات البطل عمر علي عز الدين فبدأت هذا الكتاب في اليوم التالي مباشرة، و قضيت الشهور التالية في البحث والتنقيب عن قصته و قصة زملائه من أبطال لواء الوحدات الخاصة و بطولات القوات البحرية عامة شُرفت خلالها بلقاء هؤلاء السبعة العظام و الإستماع اليهم.

 

و حلت في نفس العام الذكرى الخمسون لعمليات هؤلاء الأبطال من رجال لواء الوحدات الخاصة و التي أستدعت معها بالتالي بطولات أسلحة القوات البحرية الأخرى و التي بدأت إحداها – رغم الهزيمة – مع الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء 6 يونيو 1967.

 

أقيمت بهذه المناسبة عدة لقاءات تحدث فيها بعض هؤلاء الأبطال و ظهر فيها بكل صدق اعتزاز الحاضرين بهم و افتخارهم ببطولات رجال قواتهم المسلحة .. كما ظهر أيضاً بوضوح تام إشتياقهم الصادق و الحار لمعرفة المزيد .. لذا أدعو الجهات المعنية إلى ضرورة الإفصاح عن مئات البطولات المحفوظة في سجلاتهم لكي تنال ما تستحقه من الإكبار و التقدير و لكي يمكن التحقق منها وتوثيقها في وجود أبطالها و لكي تنال المكانة اللائقة و الجديرة بها في تاريخ مصر.

 

عسى أن أكون قد وفقت في نقل و توثيق جزء يسير من بطولات و تضحيات قواتنا المسلحة عبر فترة من أصعب فترات تاريخ مصرنا الحبيبة المعاصر .. و من أمجد أيامها.

 

و عسى أن أكون قد نجحت في تعريف شبابنا بأبطال مصر ليتخذوا منهم القدوة و المثال ليس في ميادين القتال فحسب بل في ميادين العلم و العمل من أجل نهضة مصرنا الحبيبة و رقيها.

 

بارك الله في صحة أبطالنا و رحم الله من رحل عنا من رفاقهم من الشهداء و الأبطال.

و حفظ الله مصر و رعاها.

 

يحيى زكريا شلش

الإسكندرية في مارس 2020

bottom of page