معركة رأس العش
كانت الضربة قاسية .. و لكنها لم تكن قاتلة .. فهذه مصر و هذا شعبها ..
مصر التي يشهد التاريخ أنها كانت مطمعاً للغزاة و المحتلين منذ آلاف السنين ..
و لكن أرض مصر لفظتهم جميعاً ..
و بينما هلكت ممالكهم و اندثرت .. بقيت مصر بلادي و بقى شعبها الصامد ..
عانت القوات المسلحة المصرية من خسائر عظيمة في الأرواح و العتاد عقب هزيمة 5 يونيو 1967 و لكن الخسارة الأكبر كانت مشاعر الإحباط التي أحاطت بالجميع جيشاً و شعباً و الذهول من الهزيمة القاسية الغير متوقعة، لذا كانت هناك ضرورة ملحة لرفع الروح المعنوية للجيش و من خلفه الشعب لإستعادة الجميع للثقة بالنفس و لكي تبدأ الدولة في إعادة بناء القوات المسلحة بنجاح .. و لم تمضي سوى أسابيع قليلة حتى تهيأت الفرصة لذلك حينما حاولت القوات الإسرائيلية احتلال قطاع بورفؤاد و الذي كان المنطقة الوحيدة الباقية من سيناء التي لا تزال تحت السيطرة المصرية فتصدت لها القوات المصرية و أجبرتها على الانسحاب لتعلن للعالم عن تجدد عزيمة الجندي المصري و صموده و أن الهزيمة لم تفل في عضده حتى أنها عرفت بإسم "معركة الكرامة".
كانت سرية الملازم الشاب حديث التخرج ذو العشرون عاماً فتحي عبد الله علي (لواء) من الكتيبة 43 صاعقة متمركزة في وادي معين شرق سيناء بالقرب من الحدود الإسرائيلية، و قبل نهاية اليوم الثاني من حرب يونيو كانت المفاجأة بصدور أوامر الإنسحاب قبل حدوث أي إشتباك مع العدو .. عاد الملازم الشاب من سيناء و هو يحمل في قلبه شعور عميق بالأسى وبالظلم فقد وصل إلى سيناء منذ نحو أسبوعين و ها هو الأن يتلقى أمر بالإنسحاب دون أي مواجهة مع العدو ليعود و يحمل وزر هزيمة لا يستحقها أمام عدو لم يراه و لم يتعامل معه .. و ازداد شعوره بالأسى مع كل خطوة و هو يرى أثار الدمار الذي خلفته كارثة الإنسحاب العشوائي من جثث للجنود المصريين المحترقة بفعل قنابل النابالم التي كانت تلقى عليهم من سماء مفتوحة لطيران العدو لا يلقى فيها أي مقاومة و هو يطاردهم على أرض سيناء المكشوفة .. و في خلال أقل من يومين كان قد وصل إلى الضفة الغربية من القناة و منها إلى قاعدة أنشاص – حيث تم تجميع العائدون من أفراد قوات الصاعقة – بعد أن رأى من الأهوال في طريق الإنسحاب ما لا يستطيع إنسان أن يتحمله ناهيك عن أن يمحوه من ذاكرته.
تم في أنشاص تجميع الكتيبة 43 و إعادة تجهيزها و تأهيلها ثم انتقل الملازم فتحي عبد الله مع كتيبته (نحو 300 فرد) إلى بورسعيد حيث استقرت الكتيبة في مدرسة أشتوم الجميل الإبتدائية، و بعد وصولهم تم تكليفه أكثر من مرة بالذهاب إلى منطقة رمانة بساحل سيناء الشمالي لتجميع الجنود الشاردين هناك و العودة بهم إلى الضفة الغربية للقناة .. و مرت الأيام بطيئة مملة و هو و رفاقه في حالة من الأسى و الإحباط بعد أن تكشفت عبر الأيام أبعاد الهزيمة و حجم الخسائر كما تكشف أيضاً دور قياداتهم التي خذلتهم .. فلما صدرت اليه الأوامر بالعبور للدفاع عن بورفؤاد انطلق لا يبالي بالأخطار يقود فصيلة مسلحة تسليحاً خفيفً ليتصدى لطابور مدرع للعدو يفوقه عدةً و عدداً و ليمنعه من التقدم و يجبره على الإنسحاب ..
يقع قطاع بورفؤاد في أقصى الطرف الشمالي الغربي لشبة جزيرة سيناء و على الضفة الشرقية لقناة السويس المقابلة لمدينة و ميناء بورسعيد على الضفة الغربية للقناة .. و الطريق للوصول إليها براً هو عبر لسان ضيق لا يزيد عرضه عن 60-80 متر يطلق عليه اسم "رقبة الوزة" يحده أرض الملاحات شرقاً و قناة السويس غرباً.
كانت القوات المصرية الموجودة في بورسعيد عقب وقف إطلاق النار مكونة من الكتيبة 43 صاعقة التي تجمعت بمدرسة أشتوم الجميل بقيادة الرائد سيد ابراهيم مصطفى الشرقاوي و رئيس العمليات النقيب أحمد شوقي أبو الغيط و معهم كتيبة مدفعية هاون 82 مللي بقيادة الرائد نادر عبد الله و كتيبة سودانية بالإضافة إلى وجود المدفعية الساحلية بمدينة بورسعيد .. كما كانت كل من الكتيبة 103 صاعقة بقيادة الرائد سمير حسين على يوسف و الكتيبة 90 مظلات بقيادة الرائد اسماعيل عزمي متمركزة في نقطة إرشاد التينة على بعد نحو 25 كيلومتر جنوب بورسعيد.
كان تسليح الكتيبة 43 صاعقة لا يتعدى البنادق الألية و الرشاشات الخفيفة و بعد فترة تلقت الكتيبة ستة مدافع محمولة مضادة للدبابات من طراز جديد (أر بي جي 7) فقام الرقيب حسني السيد سلامة (رائد) بتدريب 12 فرد على إستخدامها إلا أن الوقت لم يكفي لتدريبهم على الرماية بالذخيرة الحية .. كما تلقت أيضاً الكتيبة 103 صاعقة بالتينة عدد من نفس طراز المدافع المحمولة الجديدة.
كانت خطوط الدفاع عن الضفة الغربية للقناة بعد وقف إطلاق النار يوم السبت 10 يونيو غير مكتملة و مكشوفة في مواقع عديدة واعتادت القوات الإسرائيلية على القيام بدوريات إستطلاع بطول الضفة الشرقية بدون أن تواجهها أية صعوبات.
في أثناء قيام النقيب أحمد شوقي مع أحد ضباط المخابرات بمهمة إستطلاع تم رصد استعداد القوات الإسرائيلية للزحف نحو منطقة بورفؤاد .. و في الساعات الأولى من صباح السبت الأول من يوليو 1967 تم رصد بدء تحرك القوات الإسرائيلية وكانت عبارة عن كتيبة مشاة ميكانيكي من 15 عربة نصف مجنزرة مزودة بمدافع الهاون 120 مللي (150 فرد) و سرية من 10 دبابات (30 فرد) يدعمهم وحدة مهندسين .. و كان هدفهم احتلال بورفؤاد.
تمثل بور فؤاد على الجانب الشرقي للقناة مع بور سعيد على الجانب الغربي، المدخل الشمالي لقناة السويس .. و يكفل احتلال العدو الصهيوني لبور فؤاد السيطرة الكاملة على الضفة الشرقية للقناة و حرمان مصر من السيطرة المنفردة على المدخل الشمالي للقناة بما يتيح للعدو الصهوني مركز تفاوضي مماثل لمصر تماماً في شأن قناة السويس في حالة أية مفاوضات قد تجرى بخصوص إعادة فتح القناة في المستقبل (بإفتراض أن إحتلال سيناء سيظل قائماً لسنوات و سنوات).
قام الرائد سيد الشرقاوي على الفور بتكليف الملازم أول تحسين عبد القادر بإستدعاء الأفراد حيث تم تجميع حوالي 25 فرد من الكتيبة 43 صاعقة مزودين بأسلحة خفيفة (البنادق الألية و الرشاشات الخفيفة و معهم مدافع أر بي جي 7 الجديدة) وانطلقوا جنوباً على طريق المعاهدة غرب القناة للعبور لعمل خط دفاعي أمام القوات الإسرائيلية المتقدمة و ذلك تحت قيادة قائد الفصيلة الملازم الشاب فتحي عبد الله و معاونه الرقيب حسني سلامة.
يضيف النقيب نزيه العجان (عقيد) قائد سرية من الكتيبة 103 صاعقة بنقطة إرشاد التينة على الضفة الغربية للقناة و على بعد نحو 25 كيلومتر من بورسعيد أن دورية استطلاع تقدمت الطابور المدرع للعدو مكونة من دبابة و عربتان مدرعتان، فأصدر اليه قائد الكتيبة الرائد سمير يوسف أوامره بأن تقوم فصيلة من سريته بقيادة الملازم عبد الوهاب أنور حمزة الزهيري بإعتراض الدورية عند نقطة إرشاد الكاب على بعد 35 كيلومتر جنوب بورسعيد و بالفعل نجحت الفصيلة في تدمير عربات الدورية و تم الهجوم بإستخدام المدافع أر بي جي 7 المحمولة الجديدة فكان ذلك أول استخدام لهذا السلاح، و أدى الهجوم إلى تعطيل تقدم الطابور المدرع لفترة من الوقت واصل بعدها تقدمه متجهاً شمالاً نحو بورفؤاد.
و في نفس الوقت كانت الفصيلة بقيادة الملازم فتحي عبد الله من الكتيبة 43 قد وصلت إلى نقطة رأس العش لإرشاد السفن على بعد 14 كيلومتر جنوب بورسعيد في الثالثة من بعد الظهر و تم نقلهم إلى الضفة الشرقية للقناة على ثلاثة دفعات بواسطة أحد لنشات هيئة قناة السويس حيث تمركزوا في المواجهة بينما القوة الإسرائيلية واضحة أمامهم بالعين المجردة يتحرك جنودها بين مجنزراتهم كأنهم في طريقهم إلى نزهة .. أما على الضفة الغربية للقناة و على طريق المعاهدة فقد تمركزت خلف نقطة إرشاد رأس العش فصيلة هاون من الكتيبة 43 بقيادة الملازم نادر عبد الله و انضمت اليها فصيلة أخرى من 26 فرد من الكتيبة 103 صاعقة بقيادة النقيب سيد اسماعيل امبابي.
يصف الملازم فتحي عبد الله الموقف عند وصوله بأنه وجد المنطقة عبارة عن أرض مسطحة مكشوفة من التربة الرملية الرخوة فأخذ الجنود يحفرون الحفر البرميلية و يعدون السواتر بإستخدام مقبض البندقية (الدبشك) و خوذاتهم بل و بأيديهم العارية لإعداد خط الدفاع .. و في الساعة الرابعة انضمت اليهم فصيلة معاونة بقيادة الملازم أول جابر الجزار (الذي استشهد في المعركة) و معهم مدفعان مضادان للدبابات (طراز ب 10 عديم الارتداد) و مدفعان رشاش و فرد إشارة و هكذا بلغ عدد أفراد القوة المصرية بالضفة الشرقية نحو 40 فرد و تم على عجالة زرع بعض الألغام في طريق القوة الإسرائيلية المتقدمة، وكانت الأوامر الصادرة اليهم في ظل قرار وقف إطلاق النار هي بعدم الإشتباك إلا دفاعاً عن النفس و الأرض.
في الساعة الخامسة كان الطابور المدرع للعدو (150 فرد) قد اقترب من موقع تمركز فصيلة الملازم فتحي عبد الله و فصيلة الملازم أول جابر الجزار (40 فرد) و أرسل العدو طائرة مروحية لاستطلاع القوة المصرية المكشوفة مما أتاح لهم التعرف بسهولة على عددهم و أوضاعهم و تسليحهم، ثم تلاها طائرتان فانتوم حاولتا إرهابهم بالإنقضاض عليهم عدة مرات إلا أنهما فشلتا في ذلك كما عجزتا عن اطلاق نيرانهم لتداخل قوات الجانبين و في الساعة السابعة مساء و مع أخر ضوء بدأت القوات الإسرائيلية في اطلاق النيران على القوة المواجهة لها على سبيل استكشاف المدى فبدأت فصيلة النقيب سيد اسماعيل امبابي على الضفة الغربية للقناة المقابلة لهم في التعامل معهم و استطاعت تعطيل القوة الإسرائيلية لنحو ثلاث ساعات قبل أن تواصل تقدمها شمالاً .. وفي العاشرة بدء الإشتباك مع القوة المصرية المدافعة عن بورفؤاد و التي تمكنت من إصابة و تدمير عدة مركبات في مقدمة الطابور مما أدى إلى إيقاف حركة الطابور خلفها و إعاقة تقدمه و استمر تبادل النيران دائراً لعدة ساعات..
كان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع المعركة من القاهرة على خط اتصال مفتوح مع نقطة الإرشاد برأس العش، و فى الواحدة من صباح يوم الأحد 2 يوليو قام بالإتصال مباشرة بالرائد سيد الشرقاوي قائد الكتيبة 43 الذي كان قد انضم إلى قواته بنقطة رأس العش على الضفة الغربية من القناة ليشد من أزره و يطالبه بالثبات و قال له "يا سيد يا شرقاوي .. بورفؤاد ما تقعش في ايد اليهود" .. فكان رد الشرقاوي "على جثتي يا ريس".. كما قام الرئيس بإتصال مماثل مع الرائد سمير يوسف قائد الكتيبة 103 المتمركزة في نفس الموقع فلم يختلف رده عن رد الأول .. فلما قام كل قائد منهم بنقل رسالة الرئيس إلى جنوده أشتعل حماسهم و ازداد تصميمهم على مواصلة القتال و كان الطابور الإسرائيلي قد دخل في مجال المرمى المؤثر للمدافع أر بي جي 7 المحمولة لفصيلة الملازم فتحي عبد الله إلا أن تدريب الأفراد عليها كما ذكرنا من قبل كان لم يصل إلى مرحلة استخدام الذخيرة الحية فكان كل طاقم يقوم بتزويد المدفع بالقذيفة بينما يتنقل الرقيب حسني سلامة بينهم فيأخذ المدفع و يضعه على كتفه و يصوب نحو الهدف ثم يطلق القذيفة ثم ينتقل إلى الطاقم التالي و هكذا حتى نجحوا في تدمير المزيد من الأليات .. فلما فشل الهجوم الأول من المواجهة حاولت مجموعة من قوة العدو الإلتفاف حولهم من أرض الملاحات شرقاً و الهجوم عليهم من الخلف فتصدى لهم البطل الرقيب حسني سلامة بالمدفع الرشاش و فشل الهجوم للمرة الثانية .. فلما تكرر الهجوم من المواجهة مرة أخرى واصل المدافعين عن الأرض و عن كرامة بلادهم التصدي لهم بكل قوة و بعزيمة لم تتزعزع و استمر القتال متواصلاً حتى نحو الرابعة صباحاً ..
و قبل بزوغ الفجر توقفت نيران العدو و ساد الصمت .. صمت تام لا يتخلله سوى صوت الحرائق المشتعلة .. و مع شروق الشمس و وضوح الرؤية تبين للمدافعين أن قوات العدو قد انسحبت .. و كان شهدائنا 8 جنود و ضابط واحد.
تمت قبل انسحاب القوات الإسرائيلية محاولة لتدعيم قواتهم في رأس العش إلا أن فصيلة الملازم أول عبد الوهاب الزهيري عند نقطة الكاب عبرت إلى الضفة الشرقية و تصدت لقوات الدعم بمدافع أر بي جي 7 المحمولة و أجبرتهم على الإنسحاب بعد تكبيدهم المزيد من الخسائر تاركين خلفهم أسلحتهم و خوذاتهم التي عاد بها الملازم عبد الوهاب الزهيري و رفاقه.
عاودت القوات الإسرائيلية المحاولة في الخامسة من صباح يوم الثلاثاء 4 يوليو و معهم قوات البحرية الإسرائيلية لكن تصدت لهم الفرقاطة بورسعيد بقيادة الرائد عبد الله غالب و المدفعية الساحلية بجانب قوات الكتيبة 43 بقيادة الرائد سيد الشرقاوي في بورفؤاد و فشل الهجوم .. و كانت تلك آخر محاولات العدو بعد أن تكبد خسائر بلغت 8 دبابات و 11 عربة مجنزرة و العشرات من القتلى و الجرحى.
كان لنجاح الدفاع عن بورفؤاد أكبر الأثر على رفع الروح المعنوية لأهالي مدبنة بورسعيد الذين كانوا يتابعون تطورات المعركة فلما عاد المقاتلين ظافرين استقبلهم أهالي المدينة بمواكب شعبية خير استقبال و أعدوا لهم موائد الطعام في ميادين المدينة .. و عادت للجميع الثقة في أنفسهم و في تماسك جيشهم.
عقد وزير الدفاع موشي ديان مؤتمر صحفي مساء يوم الأحد 2 يوليو ذكر فيه الخسائر التي منيت بها قواته من ضحايا أوهام الغرور الذي تملكهم و الذي قضى عليه جنود مصر قبل مرور 20 يوم على وقف إطلاق النار .. و لم يحاول جندي إسرائيلي أن يطئ أرض بورفؤاد بعد هذا اليوم .. و تم فيما بعد تعزيز القوات المدافعة بالكتيبة 90 مظلات و بالكتيبة السودانية .. و ظلت بورفؤاد تحت السيطرة المصرية.
أما عن الروح القتالية السائدة في هذه المعركة فيذكر النقيب نزيه العجان من الكتيبة 103 صاعقة التي كانت مرابطة بنقطة التينة على الضفة الغربية للقناة انه لمح أحد جنود فصيلته الجندي فرد رشاش محمد فكري طاحون أثناء المعركة و هو يضع لفافة حول رأسه و لا يرتدي الخوذة الواقية فوبخه على إهماله و هدده بإنزاله من رتبة فرد رشاش (400 طلقة) إلى رتبة فرد بندقية (180 طلقة) .. فألح عليه محمد فكري أن يعفو عنه و أن لا يحرمه من ميزة مواصلة الإشتباك بمدفعه الرشاش .. وبعد أيام اتضحت الحقيقة في لقاء جمع بين الاثنين حيث أفصح الجندي محمد فكري عن أنه كان مصاب بشظية في رأسه فخشى إذا علم قائده النقيب العجان بذلك أن يعفيه من القتال و يحرمه من الإشتراك في المواجهة و من الزهو بدوره فيها أمام أقرانه في الوحدة و أمام أهل قريته فقرر إخفاء الأمر عنه .. و حيث أن إرتداء الخوذة كان يؤلمه لإصابته في رأسه فقد اكتفى برباط الرأس ..
فيديو المجموعة 73 مؤرخين
https://www.youtube.com/watch?v=rEz5n9i8E_o
رواية الملازم فتحي عبد الله (لواء)
https://www.youtube.com/watch?v=V7FMsdNH-ko
رواية الرقيب حسني سلامة (رائد)
https://www.youtube.com/watch?v=Yvb19CGHIUo
معركة رأس العش كانت معركة الدفاع عن بورفؤاد و عن مدينة و ميناء بورسعيد بالإضافة إلى فرض السيادة المصرية الكاملة على المدخل الشمالي لقناة السويس بما يمنع إسرائيل من إدعاء أنها تسيطر على كامل الضفة الشرقية للقناة و ما لذلك من أهمية استراتيجية .. كما أن معركة رأس العش مثلت أول عبور للقوات المسلحة المصرية إلى الضفة الشرقية بعد هزيمة يونيو 1967 .. وكانت أول أمر تتلقاه قواتنا المسلحة بالوقوف و الثبات و القتال منذ كارثة الإنسحاب فقام الرجال بتنفيذ الأمر على أكمل وجه حتى أجبروا طابور مدرع للعدو يفوقهم عدةً و عدداً على الإنسحاب أمام فصيلة خفيفة التسليح و لتظل بورفؤاد و المدخل الشمالي لقناة السويس تحت السيطرة المصرية و ليطلق على تلك المعركة بحق اسم "معركة الكرامة".
في صباح يوم 2 يوليو، و مع نشرة أخبار الساعة السابعة صباحاً أذاع البرنامج العام لإذاعة القاهرة أنباء المعركة و هزيمة العدو الإسرائيلي في محاولته احتلال بورفؤاد، كما أضافت النشرة قرار رئيس الجمهورية بمنح جميع من عبروا من القوات المسلحة المصرية إلى الضفة الشرقية ترقية إستثنائية إلى الرتبة الأعلى.
قامت ادارة التوجيه المعنوي بإعداد كتيب يتضمن وصف لأحداث معركة "رأس العش" و أحاديث مع أبطال المعركة و صور لمدرعات و دبابات إسرائيل المحترقة، و كان العنوان الرئيسي لهذا الكتيب الذي تم توزيعه على رجال القوات المسلحة هو
"إسرائيل بدون أمريكا"
الملازم فتحي عبد الله على (لواء متقاعد)
قائد الفصيلة من الكتيبة 43 صاعقة التي كلفت بالتصدي للعدو في رأس العش فكانت أول فصيلة تعبر القناة بعد هزيمة يونيو 1967.
من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 19 ابريل 1947 و تخرج من الكلية الحربية في 16 أغسطس 1966.
انضم إلى الكتيبة 43 صاعقة و نال ترقية إستثنائية عقب معركة رأس العش ليصبح ملازم أول بعد 10 شهور من تخرجه.
اشترك في عدة عمليات عبور كما اشترك في حرب أكتوبر 1973.
تقاعد عام 1994.
الرقيب حسني السيد سلامة (رائد متقاعد)
مساعد الملازم فتحي عبد الله قائد الفصيلة التي عبرت في رأس العش و كان عوناً كبيراً له على نجاح مهمة الفصيلة.
من مواليد ميت غمر بالدقهلية في 15 مايو 1945 التحق بالقوات المسلحة عام 1961.
اشترك في حرب اليمن حتى منتصف عام 1966 ثم انضم إلى الكتيبة 43 صاعقة.
شارك في عدة عمليات عبور كما اشترك في حرب اكتوبر 1973 و تقاعد عام 1979.