top of page

عملية إعطاب مواسير النابالم بخط بارليف Bar Lev Line

 

كان خط بارليف مانعاً دفاعياً قوياً متعدد الصعوبات يمتد لمسافة 170 كيلومتر بطول الضفة الشرقية لقناة السويس و يبدأ بسد ترابي على حافة القناة بارتفاع 20-25 متر مائل بزاوية 45-65 درجة يوجد خلفه 22 موقع دفاعي تضم 35 نقطة حصينة على مسافات تتراوح بين واحد إلى خمسة كيلومترات مبنية بالأسمنت المسلح تتحمل القصف الجوي و ضرب المدفعية مكونة من عدة طوابق بها ملاجئ و أماكن إعاشة للأفراد مكيفة الهواء و بها دشم للرشاشات و الهاونات و حولها مرابض للدبابات والمدفعية و تتصل النقاط الحصينة ببعضها عن طريق خنادق عميقة و كذا بشبكة اتصالات تليفونية متصلة بدورها بشبكة الخطوط المدنية و تمتد التحصينات الدفاعية بما في ذلك حقول الألغام و الأسلاك الشائكة حتى عمق عدة كيلومترات داخل سيناء ..

 

وأمام كل هذا المجمع الدفاعي الهائل يبرز من أسفل السد الترابي و على حافة القناة مباشرة شبكة من المواسير أمام كل نقطة حصينة مجهزة لصب مادة النابالم الحارقة على سطح القناة لإشعال سطح المياه بالنيران (تدعي إسرائيل أن المادة المستخدمة هي البترول الخام).. و قد تكلف بناء هذا الخط الدفاعي 300 مليون دولار و كان الإسرائيليون يتباهون به و يزعمون أن الوسيلة الوحيدة لإختراقه هي بواسطة القنابل الذرية.

نجحت المخابرات المصرية في الحصول على خرائط بتفاصيل مكونات خط بارليف بما في ذلك مواقع فتحات مواسير النابالم أمام النقاط الحصينة (35 فتحة) و تم طرح مشكلة التعامل مع تلك المواسير على جميع القيادات للوصول إلى حل لها .. و في اجتماع للفرقة 21 مدرعة يوم 11 مارس 1971 عرض المقدم ابراهيم شكيب فكرة تقوم ببساطة على سد فتحات الأنابيب فقام العميد عادل سوكة قائد الفرقة بنقل الفكرة إلى القيادة العامة و منها وصلت إلى اللواء محمود عبد الرحمن فهمي الذي كلف المهندس رائد بحري أحمد مأمون باستنباط مادة يمكنها أن تتجمد في الماء المالح و تتحمل ضغطاً عالياً فنجح بالفعل في استنباط تلك المادة، و تم إعداد الخطة لسد الفتحات بتلك المادة و تم التنفيذ قبل تاريخ العبور بنحو 3 شهور بواسطة مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من خمسة أفراد مهمتهم  سد عدد من الفتحات (4 إلى 5 حسب الموقع) و بالطبع كانت المهمات تتم في ظلام الليل بالسباحة و الغوص تحت مياه القناة للوصول إلى الضفة الشرقية .. و بعد تحديد ساعة الصفر للعبور قامت نفس المجموعات بإعادة التفتيش على فتحات المواسير للتأكد من أنها ما زالت مسدودة .. و في الثانية من بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر انطلق عشرات الآلاف من الجنود لعبور القناة .. و لم تنجح إسرائيل في إشعال حريق واحد.

17001.jpg

و يظهر في الصورة بعض أبطال تلك المجموعات و هم من اليمين بالصف العلوي مقدم بحري رفيع راشد، رائد بحري ربيع محمد سعيد ملازم بحري أسعد أمين، ثم (الصف السفلي من اليمين) المرحوم رقيب أول علي ابو الحسن أحد أفراد المجموعة 39 الشهيرة و الحاصل علي وسام نجمة سيناء و أخيراً الملازم بحري فؤاد رمزي أحد أبطال عملية تدمير الرصيف البحري لميناء إيلات العسكري و رفيق البطل نبيل عبد الوهاب.

و لا يمكن الحديث عن اقتحام خط بارليف دون ذكر التغلب على العقبة الكبرى التالية و هي السد الترابي، فبعد أن تم شل فاعلية شبكة مواسير النابالم كان الجزء التالي من خطة اقتحام خط بارليف هو فتح ثغرات عبر السد الترابي و تم ذلك بفضل عبقرية المرحوم اللواء مهندس باقي زكي يوسف الذي شق هذا الحاجز بمضخات قوية للمياه أزاحت 3 مليون متر مكعب من الرمال في خلال 24 ساعة تم خلالها تنفيذ أكثر من 80 فتحة لم يكن للعبور العظيم أن يتم بدونها.

17002.jpg
17003.jpg

البطل العبقري المرحوم اللواء مهندس باقي زكي يوسف

(23 يوليو 1931 - 23 يونيو 2018)

 

خريج كلية الهندسة جامعة عين شمس عام 1954 و انضم عقب تخرجه إلى القوات المسلحة في سلاح المركبات.

انتدب للعمل في السد العالي من 1964 حتى 1967 و تعرف خلال تلك الفترة على فكرة استخدام المياه تحت ضغط عالي لتجريف التربة و التي طبقت بنجاح على السد الترابي لخط بارليف و كانت بذلك من أهم مفاتيح العبور.

 

أحيل إلى التقاعد عام 1984 و حاصل على نوط الجمهورية من الطبقة الأولى

bottom of page